دائما تبهرني الأفلام الدراما وثائقية الأمريكية
أشعر أمامها اني عاجزة عن النطق, أولا لإنها دائما ما تحمل معلومات غاية في الدقة
عمري ما دورت على معلومات وردت في فيلم درامي وثائقي امريكي الا ووجدت التفاصيل الدقيقة غاية في الصحة
ومؤكده بعدة مراجع, لم اجد ابدا اي تلفيق او الدراما محتاجة كده, او اضطرينا نمشيها الله اكبر عشان حماسة الجمهور والكلام الهجص ده
دائما يذكر التاريخ بدقة, بصدق, بحذافيرة...فقط لتدرك كم استطاعت الشعوب ان تغير من ذاتها
اليوم شاهدت فيلما من هذا القبيل..هو ملائكة ذوات فكوك حديدية
Iron Jawed Angels
وهو فيلم وثائقي عن حركة نسائية هدفت انذاك من أجل حق النساء في الإنتخاب
نعم قبل عام 1920 لم يكن من حق المرأة الأمريكية الإنتخاب
كان ذلك حكرا على الرجال فقط...في عام 1915 حصل الزنوح على حق الإنتخاب والتمثيل البرلماني في حين
لم يسمح للنساء بالحصول على هذا الحق المماثل
إلا بعد خمس سنوات كاملة وبعد جهاد عنيف
وفي عام 1913 بدأت مجموعة من النسوة المعركة الشرسة من أجل إثبات هذا الحق
وحين أقول معركة شرسة, فأنا اعني شرسة بكل ما تحملة الكلمة من معان
فلم تكن معركة اللافتات والشعارات والأحاديث التلفزيونية
وسيدات المجتمع ذوات الحلي الذهبية النفيسة والماكياج الصارخ وهن ينظرن الى عدسات الكاميرات
ويتحدثن عن أهمية ودور المرأة في المجتمع ولازم يا جماحة نغيربقى النظرة الياي دي بتاعة الست تقعد في البيت
لا...انا اعني نساء زهدن في الزواج حتى لا يشغلهن عن قضية عمرهن, نساء قبلن ان يقفن أمام البيت الأبيض
ويزج بهن في السجون بتهمة عرقلة السير فترفضن دفع الغرامة لعدم اعترافهن بالذنب
نساء عذبن في السجن وعلقن من أيديهن بالقيود الى اسقف الزنازين من أجل ان تكسر عزيمتهن
نساء اعلن الإضراب عن الطعام في السجن فاجبروا على الإطعام من خلال خراطيم يبلغ طولها عدة امتار تدفع في حلوقهن ان انوفهن
من أجل اجبارهن على الأكل, وهو بالمناسبة الأسلوب المتبع حاليا في جوانتانمو
نساء قبلن ان يضربن ويؤذين ويعذبن من أجل أن يتساووا بشركاءهن الرجال في الحياة
نساء تركن حياة الدعة في بيوت ازواجهن لإنهن يردن لبناتهن مستقبلا افضل
امهات وزوجات وبنات ذكور متعصبين رأين ان التمرد هو السبيل للمساواة وان الإستكانة للخضوع لن تودي الى بالخراب
هؤلاء النسوه, صنعن تاريخ أمريكا, وتاريخ الأرض
الفيلم الرائع ملائكة ذوات فكوك حديدية جسد حياة هذه الحركة
الحركة الوطنية للنساء, بحيادية وامانة وتعاطف حقيقي مع من منح الأمهات حق التمثيل
الإسم بالمناسبة مأخوذ من مقال ساخر كان يستهزأ بالحركة ويصفهن بالبعد عن الأنوثة
لإنهن ذوات فكوك حديدية, إلا انه اصبح ملائما جدا للنتائج التي حصلن عليها.
المشاهد لهذا الفيلم, يرى أهمية القيادة وأهمية التدرج في القيادة
أهمية ان يكون هناك قائد له رؤية يؤمن الجميع بنزاهته
أهمية أن يكون هذا القائد مخلصا فعلا للقضية
وأهمية ان يكون هناك ادارة حقيقية لإنجاح اي قضية
واهمية الإخلاص
ثلاث عوامل ابدا لا نجدهم لدينا في قضايانا المعاصرة
يمكن عشان كده عمرنا ما بننجح
فيلم ملائكة ذوات فكوك حديدة يستحق ان يشاهد بحق
2 comments:
اجيب الفيلم منين يا مها
ما تخدمينى فى الافلام الوثائقية كلها اللى عندك على سى دى وينوبك الثواب
احمد مهنى
برافو يا مها العزيزة، وأمة تتذكرهن في كتبها ووثائقها وأفلامها هي أمة تستحق التضحيات من أجل مستقبلها، لأنها طورت آليات صناعة المستقبل
تحياتي وتقديري
Post a Comment