للأسف تبني الإخوان لشعار الإسلام هو الحل فرغ الجملة الخبرية من معناها ومضمونها
خصوصا مع انتهاج الإخوان كل السبل التي تظهر ان ليس لديهم اي رؤية حقيقية عن الحل
فالإخوان غائبون تماما عن دائرة الحلول في بلادنا المنكوبة..فلا نسمع لهم صوتا ولا نرى لهم فعلا وقت الجد
يذكرونني بالمصريين في السودان بعد ماتش الجزائر
لما انضربوا خرجوا يصرخون ويولولون كالولايا...لكن بلا قوة حقيقية وبلا رد فعل حقيقي وبلا موقف رسمي يعمل له حساب
يبدو أن هذا هو حال المصريين دائما...جعجعة بلا طحن وقوة غير موجهة بلا قيمة
طيب نرجع للشعار الي الإخوان بوظوه...هل مشاكلنا القائمة لها حل
لدينا مشاكل في علاقتنا بالحاكم وعلاقتنا بالمحكومين
وعلاقة المواطن بالمواطن...,علاقة المواطن بالدولة كقانون
وعلاقة المواطن الأعداء وعلاقته بالأصدقاء
وكيفية تحديد الأعداء وكيفية تحديد الأصدقاء...
هل العدو هم العرب ام الغرب ام كليهما...وكيف يختار المرء عدوه ويمشي نحوه
هل يحل لنا كمسلمين ان ندرس تاريخنا لنتعظ منه ام لا؟
إن القيمة الكبرى في الإسلام بعد التوحيد هي العدل ثم الحرية
وكلما تعارض مبدأ مع العدل والحرية نجد في تاريخ الإسلام الأول من يقف له بالمرصاد...
تكثر الان الدعوات الى ان العلمانية هي الحل...وان الفصل بين الطلبة في حصة الدين هي احدى علامات الفرقة بين الشعب
لأن المسلمين يقولون كلاما لا ينبغي ان يسمعة المسيحيون...
اصل الناس بتقول في حصة الدين كلام ما ينفعش المسيحيين يسمعوه
إستمرار هذه المنظومة القائمة على عدم الحرية في المعتقد وتجاهل حق الأخر في التواجد والطرمخة على المعقتدات الحقيقية
مش هينتج عنها غير المزيد من التطرف
إن الإسلام يكفل حق الأخر في التواجد والبقاء والإختلاف...الإسلام لا يعترف بالمسيح الها بل يكفر الإدعاء
الا انه لا ينكر على صاحبه الوجود بل يحميه
ويحمي كنيسته وصليبه..ويحمي صلاته..ويمنع المسلمين من التضييق عليهم
ولو نظرنا قليلا في تاريخنا الإسلامي سنجد ان سيدنا عمر
رفض الصلاة في كنيسة القيامة حتى لا يقول المسملون نصلى حيث صلى عمر فيضيقوا على المسيحيين في الصلاة
ورفض الصلاة امامها جماعة حتى لا يضيقوا عليهم في الدخول والخروج
والإمام ان تيمية حين دخل التتار ديار المسلمين في الشام, ذهب الى زعيمهم من اجل التفاوض معه على الأسرى
فسمح بالعفو عن اسرى المسلمين دون اليهود والنصار
فرفض ابن تيمية ان يذهب بالمسلمين فقط وقال له هم اهل ذمتنا ولا يجوز لنا ان نخون عهد رسول الله
والرسول قديما قال من عادى ذميا فانا حجيجه يوم القيامة..
ان رفض الإسلام لمعتقدات اهل الكتاب بل وإنكارها لا يعني رفض الإسلام لحق الأخر في اتواجد والعبادة كما يرى هو انها الاصلح
والقاعدة الإسلامية تقول من شاء ان يؤمن ومن شاء ان يكفر
والكفر في اللغة هو الإنكار...اي من شاء ان يؤمن ومن شاء ان ينكر هذا الإمان فلينكر
هذا التناغم في الفكر الإسلامي القائم في الأساس على الحرية وحق التواجد
هو ما كفل للمسلمين الأوائل ان يشنغلوا بالقضايا الأهم وهي المعمار في الأرض
إننا نفتقر الأن الى المعرفة الحقيقية بديننا
فالإسلام لا يعرف الخسة ولا يعرف الجبن ولا يعرف النفاق
بل توعد المنافقون بالدرك الأسفل من النار...وذلهم وحقرهم واعطاهم ادنى المرتبات في الحياة الدنيا والأخرى
ولا ترى ننظر حولنا الا ونرى المنافقون في كل درب يتسابقون...
الإسلام الغى الإحتكار بل وجرمة والغى الربى ووضع تجارة الخمر والمخدرات لأنها تذهب العقل
الإسلام كفل للمرأة الحقوق والواجبات فقد كانت المسلمات الاوائل تقاتل مع النبي
بل ان من صمد حول النبي في غزوة احد مع كبار الصحابة إمرأة من الصحابيات كانت ملثمة
تذود عن النبي بنفسها...
وكان للنساء نصيب من العلم الشرعي بل والرأي السياسي
فمن يسنى دور السيدة اسماء بنت ابي بكر الصديق في مواجهة الحجاج
ومن ينسى كلمتها لإبنها عبد الله بن الزبير حين ودعته قبل معركته امام الحجاج فوجدته ملتحفا
درعه فقالت له ليس هذا فعل من يبغي الشهادة
ما الذي يدفع امرأة ان تلقي بإبنها فلذة كبدها الى الموت ( ليس امام احد من الكفار) وانما امام احد من المسلمين
ترى انه يفسد على الناس دينهم ويقوض الحريات ويريدها ملكا
ان هذا الموقف البطولي للمسلمات في القرن الاول الهجري يدل على ان الإسلام ما جاء ليحجم ولكن ليمنح
فالمرأة قبل هذا المشهد بمخمسين عاما فقط كانت تعال كالرقيق حتى وهي حرة
اما بعد الإسلام اصبح للنساء موقف سياسي يقبله الناس بل ويبحثوا عن الدعم منهن
الحرية يا سادة هي غاية الإسلام الأولى...الحرية والعدل...إن غياب هذه القيم الأصيلة من المجتمع ومن المناهج التعليمية ومن الخطب المساجد
في القرى والنجوع هي المبرر الحقيقي وراء ما يحدث الأن من فتن يستفيد منها طرف وحيد لا يعنيه بخردلة اسلام او مسيحية
وانما يعنيه فقط ان يظل متربعا على عرش مصر وهذه الانهار تجري من تحته