Saturday, February 25, 2012

ودنك منين يا جحا

تذكرت وانا اقرأ خبر غلق المواقع الإباحية الذي تبناه مجلس الشعب السلفي...ولا اقول الشعب المصري عشان انا معرفش الناس دولهما ولا يونكن اعترف بشرعية ارهابيين كمثثلين عن الشعب....بموقف قديم حدث من احد اقاربي السلفيين...

كان قد انتشرت حادثة تصوير السيدات في محلات الملابس عن طريق كاميرات توضع خلف المرايا في غرف خلع الملابس..الخبر كان مزعج جدا واثار حفيظة المجتمع ككل..وطبعا لم يتم عقاب احد ولم نسمع عن محلات اغلقت مثلا او حملات تفتيش او خلافه...بس ما علينا يعني هو كان ايه بيتراقب عشان يراقبوا الكاميرات!

اثيرت المسألة في لقاء عائلي واذا بقريبي السلفي يقول...ياااااه الواحد طول ماهو ماشي عالسنة...ما يخيبش ابدا...شوفي يا سكوت...الرسول ما سابش حاجة الا ما علمهالنا....لو اتبعنا سنته عمرنا ما هنضل ولا هنضيع...احنا عشان ضيعنا حديث الرسول الذي نهى فيه المرأة عن ان تضع عنها ثوبها خارج بيتها ابتلينا بمثل هذه المصائب والعياذ بالله!!

تعجبت من المنطق!! خاصة وان في عصر الرسول كانت المرأة تضع ثيابها كراهة في خارج بيتها حيث لم يكن الحمامات معروفة وانما كانوا يتغوطون في الخلاء! فكيف ينهى الرسول عن وضع الثياب وهو الأمر الضروري في عصره! لكن ما علينا

قلت لقريبي اذا بالله عليك ان نهينا النساء عن قياس الملابس في المحلات فكيف تشتري احتياجاتها؟
اجابني بسرعة وبحدة فلتأخذ ما تريد تجربه في منزلها وتعيد ما لا تريد!! لا اخفيك سرا عزيزي الذي يقرأ ومش مهم تكون موجود عشان انا بكلم نفسي اصلا....اني ضحكت من قوله حتى استلقيت على ظهري

قلت له هو انت لما تلاقي محلين حطوا كاميرات للستات تقوم اول حاجة تفكر فيها في علاج المشكلة انك تمنع القياس في المحلات!! طب ما فكرتش مثلا انك تصدر عقوبة مغلطة وانك تراقب المحلات !!! يعني لو في يوم حد انتحل لبس ظابط وسرق بيه حد هتروح لاغي لبس الظباط وتقول عشان محدش يلبسه تاني؟؟ ولا المنطق انك تحط عقوبة مغلطة تخلي الناس تفكر مرتين!!

تذكرت هذا الموقف حين حدثت المهزلة المتوقعة من غلق المواقع الإباحية (ومحدش يقولي وده هيزعلك في ايه هو انت قبيحة! عشان انا بتكلم عن المبدأ ومش عايزه غباوة عالمسا)
في عالمنا العربي اعلى نسبة مشاهدة للأفلام الجنسية واعلى نسبة استهلاك للمواقع الإباحية على الشبكة العنكبوتية....ماشي دي معلومة تستحق الدراسة والإهتمام!! يا ترى ده عشان احنا شعوب قليلة الادب بالفطرة!!

ولما احنا قللات الادب امال مين الناس الي نزلت تنتخب الناس الي بدقون دول!! ده الشعب اتسرع لما سمع المادة التانية هتتلغي كإنه ما بيسبش فرض وبايت عالسجادة...اذا هناك مبرر اخر غير انه قليل الادب!
تلاقي بقى دراسات تكلمك عن ارتفاع سن الزواج للجنسين وزيادة نسبة العنوسة
وزيادة معدلات الإغتصاب والممارسات الجنسية السيئة نتيجة لقلة المعرفة...
لكن لا احد يهتم بدراسة الأسباب التي اودت للنتائج فيحصل على مجتمع فاضل بالفعل! هم لا يفقهون سياسة العلاج

علاجات مجتمعنا دائما بالبتر...وهو امر لا يدل بالضرورة على التعصب قدر ما يدل على الجهل
لإن العلم في اساسه هو تعدد الوسائل لحل المشكلة

إن الجرائم لن تختفي من اي مجتمع ايا ما كان...لكنها تقل مع تقليل معدل الإحتقان...ودور الدولة هو في ايجاد افضل الوسائل لحياة امنة للشعب في مجملة بأقل قدر من التدخل في حياته الشخصية...والحد من حرياته

في دراسة لطيفة لمعدلات الجريمة في المدن المختلفة في امريكا وجدوا ان اعلى معدلات تعديات جنسية تقع على النساء البيضاوات ذوات الدخل المنخفض وطلبة الجامعة وذلك غالبا لإضطرارهن للعمل في المكتبات والمعامل لساعات متأخرة من الليل مما يعرضهن للمخاطر

طريقة الحل العربية لهذه المشكلة ان تعليم النساء فيه خطر على الأمة لإنه يعرضها لمخاطر الطريق ولا يجوز خروجها بلا محرم

اما طريقة الحل الغربية التي تعامل المرأة حقا على انها كائن متساوي بالرجل له نفس الحق في الدراسة والتعلم والسعي لتعمير واصلاح الأرض فابتكرت خدمة تابعة لجهاز الشرطة يعمل بها طلبة الجامعة من الفتيات...حيث توفر الجامعة سيارات خاصة للخدمة الليلية تقدم خدمة مجانية للطلبة بنقلهم من اماكن سكنهم الى اي مكان تابع للجامعة من معامل او مكتبات او قاعات دراسة او مستشفى جامعية الى اخره...بدون مقابل وتعمل بمجرد ما تغيب الشمس...وبالفعل ادت هذه الخدمة الى انخفاض معدلات الجريمة

بدلا من ان تغلقوا المواقع الإباحية (وهو الامر الذي سيتحايل عليه اي طفل مراهق في الثالثة عشر تعمل هرموناته بكفاءه تامة حتى الان) اعملوا على ان يعلم هذا الطفل ان ما يفصله بين النظري والعملي هي سنوات قليلة وليس عمر بأكمله....
عالجوا المشكلة....بغير الكي هداكم الله..

Saturday, February 11, 2012

احن الى عالمي القديم

بمجرد ما انتهيت من مطالعة كافة الإخطارات على حائطي الخاص في وش الكتاب...وما ان انتهيت من المرور على جميع حوائط الأصدقاء واديت واجبي الإجتماعي من لايكات وكومنتات على ما يستحق من الصور والتعليقات....اصابتني حالة من الملل...ورغبة حارقة بالطل على مدونتي...

لم اكتب شيئا يذكر من اكثر من عامين....

كان التدوين عالما....عالما كاملا له مفرداته وادواته...له نماذجه واصحابه...مدونتي تحمل بصماتي....تحمل سنوات عمري...

تخبطاتي وملامح شخصيتي العشوائية...مدونتي بروابطها الهامشية تحمل تطوري....

اخر ما كتبت كان في وقفة خالد سعيد الثانية ... منذ ذاك الوقت وكل شئ يجري بسرعة

وقفت حزنا وحدادا على شهيد العصر خالد سعيد....وسافرت الى بلاد كثيرة وبعيدة....

رأيت الكثير ... وعاصرت الكثير....ازعم اني امرح بسنوات عمري كما ينبغي

لم يعد يطل على مدونتي منذر ومهنى ومفيد والحسيني ومريم والساعاتي

اصبحت الأسماء التي نلقاها على القهوة مندهشين لها شكل وملامح وصفات

اللعنة على عالم كتاب الوشوش...الذي محى متعة التخفي

....انت مندهش؟؟ انت سكوت؟؟ غريبة تخيلتك اكبر...وانا كمان!!

لم نعد نعرف بعضنا البعض بأسمائنا الحركية....لم اعد سكوت...وانما صرت فجأة مها ... لم يعد مهنى حزين....وانما صار مهنى

لم يعد المستقبل غامضا فقد اصبح ماض بالفعل!!

لم يعد الطالب طالب...ولا المحب محب....كبرنا جميعا...ولم يبقى لنا من ماضينا الا قليل من الصور وبعض التدوينات

الثورة نعمة ....لله الحمد من قبل ومن بعد....لكن لماذا بالله عليكم افتقد جلستي على الأرض تحت منصة القاضي استمع الى المرافعات الهزلية لمحامي الظابط المنفلت السافل اسلاك نبيه؟؟

لماذا افتقد سفاهات الأصدقاء....لماذا افتقد نوارة التي كانت تمشي في الطرقات فلا يهاجمها بلطجية....لماذا افتقد مريم ومنذر ورانيا

لماذا افتقد ابناء مصر.....الكيان الذي صنعناه حلما....واستنزفناه....ثم استنزفنا....ثم ذاب وذبنا معه

ممممممممممم فلأحتفظ بتراهاتي ها هنا...مالنا نحن ووش الكتاب...نحن ابناء التدوين....

قولي يا فيروز...