Monday, February 23, 2009

عزازيل...وقهوة سادة

بقالي فترة طوييييييييييييلة قوي ما قريتش كتاب يشدني

يمكن لإني بتعامل مع الكتب على انها بني ادمين...بتتفس وبتحس...بوحشها وبتوحشني

كان بقالي فترة طويلة مقريتش حاجة تعيد العلاقة المقطوعة بيني و بين الكتب

اخيرا صديق عزيز دلني على عزازيل..ليوسف زيدان...قالي بالنص وهمية

الكتاب غلافة ما يدلش على شئ..مجرد صورة بيضاء عليها رسم تشكيلي غير متضح

ومكتوب بالبنط العريض رواية!!!

منذ المقدمة تستشعر رقي الأسلوب

الكتاب يقع بين الواقع والخيال...الحقيقة لا اعرف ان كان الكاتب صادق في ادعائه انها مذكرات راهب مصري

عاش في القرن الرابع الميلادي في مدينة الإسكندرية ..... ام ان ما في الرواية محض خيال من المؤلف

اراد ان يكسبه طابعا انسانيا محببا عن طريق ادعاء واقعيته

فقط اعلم تماما ان كل ما جاء بها من احداث واقعي وحقيقي....تماما

من اول سطر في المقدمة يجد القارئ نفسه مشدودا بروعة ورقي الأسلوب 

ذكرني بكتابات محفوظ....حيث لا عامية..وان وجدت...تبدو راقية ورائعة كالفصحى

تحكي الرواية عن راهب مصري تائه....عاصر عصر الوثنية المصري القديمة..حيث ترى في مصر ديانات المصريين القدماء والإغريق

والمسيحية في بداية انشقاقها وتغير مسارها

التاريخ في الرواية هو خلفية تتحرك بخفة وسرعة لا تشتت نظرك ولا تحيدك عن انسانية الرواية

هيبا الطبيب والراهب التائه في ضلالات الفكر...الباحث عن الحق اينما كان وحيثما كان

يبهرك بعدم تعصبة وشدة ادبة....وسهولة سقوطة في المعاصي

هيبا...هذا الراهب القادم من العصر الرابع الميلادي....يناقش الأفكار الدينية والمعتقدات بمنطق

يحاجج ويناقش بالمنطق...المنطق الذي ما عاد احدا يعلم عنه شئ او يستخدمه في عصر العلم القمئ هذا

لا يجد غضاضة ان يتبع كل ما يراه منطقي...غير انه (كديدن المصريين جميعا) جبانا..لا يستطيع ان يقف امام ما يظن او يتوهم

لا يملك الجرأة على الوقوف في وجه الحق الذي يراه...لكنه يتعذب به في كل لحظة

هيبا الذي اجد في كل مصر ظله...غير اني لا اجد فينا نقاءه

الرواية متعددة الأبعاد...قرأتها وقرأها نخبة من اصدقائي...ووجدت لكل منا رؤية مختلفة عنها

جميعها صحيح...ولكنها متباينة..أظنها ترجع لأن هيبا هذا الراهب الطبيب يملك من ثراء الشخصية ما يتسع ان يمثل كل المصريين

من لم يقرأ عزازيل فقد فاته الكثير!!!

****************************

أخيرا رحت الأوبرا..

والمرة دي رحتها في عرض مسرحي غاية في الجمال

قهوة سادة..اسكتشات صنعها مصريون هم الدليل الحي على خفة الظل المصرية الأصيلة

انتقاد بسيط وسلس ومباشر...وان كان جذاب عالي الحضور للواقع المصري المعاصر

عشرون شابا وفتاة...غاية في الإبداع والحضور....واخراج مسرحي عالي الجودة

قهوة سادة الدليل الحي على ان الموهبة لا تحتاج الى امكانات....فبدون ملابس او ديكورات استطاع هؤلاء الشباب ان 

يصنعوا حالة من الجمال والجاذبية ستبقى نكهتها في وجدان الحضور طويلا...


10 comments:

Anonymous said...

حلوة قوى اللوحة الرسمتيها عن كتاب عزازيل ........وعرض قهوة سادة ومش تريقه بس بجد ده وسادة امال لو قهوة مظبوط او زيادة كان الوضع هيبق عامل ازاى يعنى لو كانت تكنولوجيا الاخراج والتصوير موجوده كان هيبق ايه النظام .......اعتقد ان اللوحة كانت هتبق مشخبطه ......لان جمال اللوحة ال انتى رسمتها انها كانت مجردة جميلة بجمال الروح مش المادة..بس وميرسى ع اللوحة ....واسف على الاطاله

سكوت هنصوت said...

أشكرك

اولا لأنك تقرأ ... وثانيا لأنك تهتم بأن تعلق

Anonymous said...

عفوا اولا وثانيا لانك اهتميتى بشكرى
وفى انتظار لوحة جديدة

سكوت هنصوت said...

طيب بما اننا بقينا عيش وملح كده

وبقول لحضرتك شكرا وبتقولي عفوا...على الاقل قل لي من انت

حتى عشان يعني الواحد يعرف يضايفك ويعزمك على فنجان قهوة مظبوط

:-))))

Anonymous said...

اولا بلاش حضرتك لانى ببساطه اصغر منك سنا ومقاماواعتقد كمان فكرا لانك منطقيه ومرتبه فى فكرك اولا وثانياوووو لكن انا مجنون بمنطق الجنان الفعلى مش جنان التواضع.... ثانيا عيش وملح وقهوة مش يمشوا مع بعض ما فانتى اختارى لو الصالون يبق قهوة وانا بالفعل شربتها معاكى فى لوحة قهوة سادة ولو على عربية الفول يبق نحبس بكوبية شاى فى الخمسينة ..وديه دعوة منى لحضرتك ....صدقينى يوم ما اعرف انا مين هقولك وطلب من اخوكى الصغير حلوة ...عفوا على استعارتى لكلمة اخ... خلى قهوتك تملى سادة

أسما عواد said...

تعرفي الرواية عملت فيا إيه
أنا قراتها قبل ما تفوز بالبوكر بشهرين وبعدين سألت نفسي إزاي رواية زي دي متفوزش بجايزة
لكن ربنا مخيبش ظني
الغريب ان اللي شافوها من منطق الإساءة
مشافوهاش من منطق الإحسان
يعني هما استنكروا ما كتبه عن وحشية بعض رجال الدين المسيحي وهي معروفة ومؤرخ لها في التاريخ
ولم يروا ما كتبه عن تسامح الأديرة
ورجال الدين المسيحين بها
وكيفية تعاملهم مع هيبا الراهب الذي احب فتاة صغيرة
اشياء كثيرة تغاضوا عنها
لم ار في الرواية اية اساءة للمسيحية وان تضكنت اساءة ـ لا قدر الله ـ فهي لشخصيات كانت مسيئة
ان الاساءة لرجل دين لا يعني الاساءة للدين نفسه
هذا لو افترضنا من الاصل ان هناك اساءة وهذا ليس بصحيح
وكما ذكرت لقد كانت أحداثا موثقة في التاريخ
شكرا لك
وسعدت باكتشاف مدونتك

سكوت هنصوت said...

أسماء...

احيانا يخيل الى ان المدونة مهجورة

فقط حين يمر اناس لطاف مثلك اشعر بالفخر والسعادة ان مازال لدي ما يقرأ

عزازيل رواية غيرت في تفكيري وحياتي

وحتى ذوقي..فلأول مرة اقرأ ما احب حقا

ذكرني بكتابات محفوظ الاولى ونجيب الكيلاني

اشكرك ان استمتعت معي بهذه الرواية الرائعة والخالدة ابدا

واشكرك اكثر على اهتمامك بالتعليق

عبقرينو said...

مستنييين حاجة على غرار البوست ده من بدرى واتأخرتى علينا كتيييييييييير

Unknown said...
This comment has been removed by the author.
Unknown said...

جميل

على فكره الرواية مش ترجمة


هو قام بالصياغة

والحكى على غرار الاحداث الحقيقية اللى حصلت فى العصر ده

فكانت كما لو كانت ترجمة لحياة شخوص بعينها
اه هو وضح انها مش ترجمة

دمت بخير