عزيزي المجلس العسكري العظيم,
تحية طيبة وبعد....
أكتب اليك الأن كي يذكر التاريخ فيما بعد....أن خياراتك كلها كانت بإرادتك الحرة وببصيرة واعية, كي يحاسبكم التاريخ كما سيحاسبنا ليس فقط على النوايا الحسنة, لكن على ما اقترفنا عمدا وقصدا من أفعال وأقوال كي لا يكون لك علينا حجة بجهل او بغفلة.
عزيزي المجلس العسكري, لن أذكرك بما فات من أمرك, ولن أشكرك أنك حين صوبت مسدسك إلى رأس الشعب لم تطلق الرصاص, فأنت مثلنا جميعا بك ما بنا من همّ وفساد وظلم وجور وندوب وقروح من عهد سمج جثم على البلاد فأزهق روحها نفسا نفسا ولم يترك الا الكثير من المخاط والجراثيم في رئتيها.
عزيزي المجلس العسكري, أتذكر عام 2008 يوم أن سمحت لرجال الأعمال أن يطردوا سكان جزيرة القرصاية والذهب من اراضيهم كي تباع بثمن بخس, وقتها نزلت قواتك وحاصرت الجزيرة وحظرت كل وسائل النشر او البث من المنطقة, يومها بكى اهالي الجزيرة حين رأوا جنود الوطن, ابناء الوطن, تقف درعا حاميا يحمي اللص الذي يسرق اموال الوطن. لن أعاتبك أنك لم تمنع هذا الظلم البين الذي أجبر العزّل يحفرون قبورهم بأيديهم ويناموا فيها صارخين "أن اردمونا تحتها" لم تكن الشرطة هي التي تدخلت يا عزيزي المجلس..كنت أنت, انت حمى الوطن ودرعه الأصيل هو الذي وقف امام الشعب من أجل مصلحة رجال الأعمال. لكن لا بأس, هذه الأيام ولّت وكنت مقهورا مثلنا, ومغبونا مثلنا, وسأشطح بخيالي واتخيلك تبكي وانت تجبر هؤلاء المساكين على الخروج من اراضيهم, سأتجاوز واقول انك بكيت في داخلك الما على حال فقراء مصر ومساكينها.
لن أذكرك ان مدينة السويس ظلت أيام بلياليها أثناء الثورة تضرب بقبضة دامية وانت هناك قريب من رأس السلطة تشاهد عن بعد وتنتظر, دون أن تتدخل حتى يفتك الرصاص الحي والذخيرة بأبناء شعبك واهلك وناسك.
لن احاسبك ولن اعاتبك ان سمحت لبعض رجالك ان يطووا صفحة الاسرى المصريين في 67 وكيف قتلوا ظلما وعدوانا, ولا نعرف شيئا عما حدث لهم إلا من الأفلام الوثائقية الإسرائيلية وحين نعرف لا يتحرك فيك فردا سائلا اين هو حق هؤلاء المغدور بهم ظلما وعدوانا دون جريرة.
لن اعاتبك على ما فات من ذنوبك يا عزيزي المجلس فكلنا خطاءون, وكلنا مذنبون, وانت مثلنا كنت مقهورا تظن أنك ضعيف (رغم انك الوحيد القوي) او لعلك ظننت اننا نحن الضعفاء , لا نستحق الا مبارك بظلمه وجبروته لهذا صمت وبلعت كرامتك وكرامتنا وانتظرت كما انتظرنا. تركتنا نعافر وحدنا هذا النظام الذي هرانا قتلا وقمعا وسجنا وحبسا وتعذيبا, وجلس اعضاؤك بجوار قاتلنا في عروضك العسكرية يستعرض طائراته وقواته دون ان يهتز لك رمش, صمت وأن تشاهد التاريخ يزيف امام عينيك وينسب الفضل الى غير اهله, ويحرم مصابوا اكتوبر العظيم من الفضل والتقدير والعرفان وينسب الفضل كل الفضل لحفنة من المنتفعين. صمت وانت تشاهد بأم عينك مصابوا الثورة يتسولون اموال نفقاتهم وانت تنفق حوافز ومكافاءات لقاتليهم استرضاءا لهم بدلا من ان تضرب بقبضة من حديد على من داس بقدمه الغليظة على رقبة الشعب.
سنترك كل ما فات للماضي يا عزيزي المجلس ونطوي معك هذه الصفحة, انت منا ونحن منك..ولإن كنت مخطئا قديما فكلنا خطاؤون. الأن تملك الفرصة أن تتطهر تماما من كل ما سبق, الأن تملك القدرة على أن تمحوا كل هذا التاريخ وتستبدله بصفحة بيضاء مشرفة تفخرونفخر معك بها.
عزيزي المجلس العسكري, إنك اليوم إن تقف مع بلدك وتساعدنا كي نطهر أنفسنا اولا وبلادنا ثانيا من كل من دنسها بجشعة وظلمه وبطشة وجبروته فإنك تبني لنفسك ولأولادك مستقبلا جديدا يقولون فيه لولا اباءنا لضاعت مصر, لهم ندين بالفضل أن بلادنا راقية متحضرة يسود فيها القانون على الوزير قبل الغفير.
إرحل الأن وساعدنا كي نتطهر ونطهر انفسنا, راهن علينا فنحن الأصل ونحن البلد, لا تراهن على فسده فقد رأيت بعينك ان الظلم لا يدوم ولو بدا غير ذلك.
عزيزي المجلس العسكري العظيم, أذكرك أنك لميت وإنهم ميتون, وأننا جميعا سنلقى وجه رب كريم, يحاسبنا على كل كبيرة وصغيرة وأن صحيفتك ممتلئة خيرا وشرا فلا تنهي صفحتك بأن تراهن على الباطل ولو بدا اقوى, وراهن على الحق وإن بدا اضعف, ونحن الشرعية والحق.
النظام البائد بظلمه وفساده وطغيانه واباطرته وشرطته ورجال اعماله واعضاء حزبهم الوثني هم الباطل الذي لا مراء فيه.
اعتبر الأن يا عزيزي المجلس قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم ولا يستجاب لك وقت ان تقول رب ارجعون لعلي اعمل عملا صالحا. الأن الان ايها المجلس.
1 comment:
جيبتلهم تاريخهم وده حلو جدا لعلهم يقراون ويفهمون
Post a Comment