حرقة دم

عمري ما اتحرق دمي زي امبارح....منى الشاذلي دي باينها منطهداني....كل ما اجي اقول انشاء الله هنقضي سهرة لطيفة مع اخبار مبهجة تطلع عليا باأخبار زي وش الي بالي بالكو....حاجة كده تغم النفس....امبارح نقلت خبر مش يوجع على قد ما يفقع....ينقط...يشل...يخلي الواحد عايز ينزل من بيتة يطلع على بيت اي مسؤول يدغدغة....الي شاف الحلقة...مش هيستفيد حاجة لإني هعيد نشر الخبر..أما الي ماشافش بقى فيستعد لحرقة الدم....وزير التربية والتعليم....اذل الله مقامة...حب يزور مدرسة فقنا....وطبعا احنا ناس محبة جدا للحكومة وللسلطة بكل ةممثليها....يعملوا ايه عشان يحسنوا استقبال الوزير....يرشوا المدرسة بالرمل...شوية...طيب يغسلوا الحيطان بالمية.....مش كفاية....يأجروا اصاري زرع عشان بسلامتة يشم اكسوجين نضيف....ايه الكلام التافة ده...برضة مش كفاية....العباقرة تفتق ذهنهم انهم يجيبوا أطفال من مدرسة ابتدائي ويوقفوهم على الرصيف تشريفة لسعادته عشان ينبسط.....أيوة بس الوزير مش رايح يزور مدرسة ابتدائي...مش مهم...هو يعني الوزير هيدق....نهايتة...راحوا خدوا العيال من المدرسة...ووقفوهم حوالي ساعة ونص في انتظار الوزير....لما بسلامتة يشرف.....طيب وبعدين....وقفوا العيال تشريفة...في درجة حرارة تتعدى 42 لكم ان تتخيلوا الحر الشنيع في قنا الساعة 9 الصبح...لأطقال من سن عشر سنين....إختصارا للوقت...الطفلة أميرة أصيبت بضربة شمس من جراء الوقفة في الشمس....ثم لقت نحبها بعدها بساعات في المستشفى العمومي......يا الله.....طفلة تروح مدرستها الصبح عشان تتعلم.....تقوم تلاقي نفسها جثة هامدة لأجل عيون الوزير....يا حرقة الدم.....الخبر في حد ذاتة حرقة دم....بس الحكومة تكتفي و تحترم نفسها و تعتذر....ابدا.....تحرق دمنا زيادة....البرنامج استضاف على الهاتف كلا من والد الطفلة و وكيل وزارة التربية والتعليم.....
وكيل الوزارة بقى يقول ايه.....الأول قال...ايه المبالغات دي...الوزير زيارته كانت كلها ساعتين...يبقى ايه الثلاث ساعات الي قلتي عليهم دول...وبعدين الساعة 9 الصبح كانت درجة الحرارة لحقت تبقى 42 ...شوفوا الفقع...وبعدين يقولها ايه...انا تابعت الحالة بتاعت البنت بنفسي....لقيت ان البنت كان عندها اصلا حرارة وبقالها اسبوعين واخدة اجازة من المدرسة ولسة راجعة يوم زيارة الوزير.......(بالذمة ده بني ادم) مش يتكسف على دمة بقة و يسكت لأ....يكمل السيناريو المعروف بتاع الحكومة....اكدب كدبة كبيرة ومحدش ممكن هيقدر يكدبك إحنا اصلا ما جبناش بنات من المدارس ولا حاجة وماكانش فيه تشريفة.ولا حاجة للوزير...لو كنا عايزين تشريفة كنا جبنا من مدرسة الثانوي الصنايع القريبة...بدل ما نجيب اطفال من على بعد كيلو....منى جالها حالة ازبهلال...و الى حد ما ظهر على وشها امارات عته من هول الي بتسمعة _ يعني حضرتك عايز تقول ان ماكانش فيه تشريفة ولا حاجة
البجح يقولها اطلاقا....كل ما في الأمر ان الأهالي جابوا شوية طبل وزمامير و رقصوا شوية ابتهاجا بزيارة الوزير.....كنت حاسة ان منى نفسها تقلع الجزمة وتحدفها على المتصل....طيب...خدتوا جرعة استفزاز كافية...خدوا عندكو .... بعد ما منى غسلت الراجل وكيل الوزارة و نشرتة بالأدب....جابت بقى ابو البنت....تسألة على التفاصيل....قلت بس....هنشوف طرطشة دم بقى .....البنت دمها لسة ما بردش...واكيد ابوها محروق جدا....الراجل صوتة غلبان قوي..ومكسور....حسيت بغصة في حلقي من كتر الألم والحزن..... بعد ما تقبل التعازي...قالتلة ايه شعورك يا حج ناحية الي حصل....قالها...احنا ما بنلومش حد...ده قضاء الله وقدرة...وعمرها و مكتوبلها...ومحدش له ذنب.....الحمد لله.....كان هاين عليا اكسر التلفزيون.....يا سلام....قضاء الله وقدرة....لا حول ولا قوة إلا بالله...طبعا منى كمان اتحرق دمها لإنها كلفتت الراجل و في النهاية قالت...يظهر يا جماعة ان حسب رواية الوزارة...مفيش تشريفة ولا دياولة....كل ما في الأمر ان الناس في قنا بيحبوا الحكومة والمسؤولين جدا لدرجة ان هما بيخرجوا طواعية منغير ضعط او تنظيم عشان يستقبلوا اي مسؤول بالطبل والزمر....