اكتئاب ما بعد المحاكمة

تحذير: ..البوست ده طويل قوي..الي عايز المختصر المفيد...نوارة مغطية الجلسة كاملة...اما بقى الي غاوي تفاصيل..يحضر مشروب سخن..و كيس لب..و يكمل معايا

أول مرة اخش قاعة محكمة النهاردة

كل فكرتي عن المحاكم كانت مستقاة من فيلمي المفضل ضد الحكومة...كنت منبهرة..بأداء احمد زكي

بالذات لما قال...اننا نستغيث بكم..كي تنقذوا المستقبل.....
النهاردة شفت احمد زكي...بل شفت احمد زكي كان بيجسد مين...اول مرة احس بالفخر والسعادة بالمحامي
...وصلت الجلسة الساعة 11 بالظبط..زي ما مينا قالي..عشان الحق مكان قدام..وفعلا..لقيت مكان في تاني صف...سألت الأول هو ده صف عماد ولا إسلام..فواحد من المحاميين الشباب....قالي..عماد..قعدت في صمت...و رميت ودني عند المحاميين الشباب..مخبيش عليكم..كان لازم اعمل حاجة بدل ما ضيع وقت... المحاكمة ما بدأتش قبل الساعة 2..فقضيت بتاع 3 ساعات كده في الفراغ...لكن ما راحوش بلاش...مجموعة المحامين الحاضرين دول سلوني جدا...فضلوا يتكلموا عن حالة الفساد...و قضية عماد..وكان رأي احد المحامين الأكبر سنا..ان الحكم هيكون مخفف الى اقصى درجة....فضلوا يتطرقوا لمواضيع سياسية مختلفة...نمّت..عن خبرة الاكبر سنا..وضعف معرفة و ان كان حماس الاصغر سنا..يعني مثلا الراجل الكبير يكلمهم عن الصحافة المستقلة...يقوم الصغير يقولة دي كلها نفاق..الراجل يبصلة بغباء كده و يقولة ازاي يعني....فيقوم المحامي الشاب يقول...ده لسة اسامة سرايا كاتب مقال كلة نفاق في الريس...الراجل يبصلة بإحباط و يقولة دي الصحافة القومية مش المستقلة...المستقلة زي الدستور والمصري اليوم ..الخ
وجودي بعلامات الإنبهار والإندهاش اثار استغراب شباب المحاميين لدرجة انهم افتركوني امن دولة...فلما قلتلة اني مواطنة عادية جاية اساند عماد...راح جايب عماد...و قالة الست دي..جاية النهاردة مخصوص عشان تقف جنبك...ما تتخيلوش كان سعيد وفرحان قد ايه..مع ان وقفتي جنبة..تشبة كده وقفة ناني جنب قاسم في مسرحية الهمجي...لكن اهو برضة انبسط

...
بما اني جديدة على الكار..فكنت خايفة من كل حاجة...خايفة اطلع الكاميرا لواحد من الرتب الي مليا القاعة يطردني برة..( غشيمة

بقى)....على 12:30 كده حضر نوارة ووائل عباس..دول الي انا عرفت شكلهم عشان الشهرة....و ساعتها عرفت رندا( زنزانة) و مينا ( الحاج جرجس) و بعد الجلسة...قابلت( زينفل انجل) - يا رب اكون بنطق اسمها صح- و أسد...
المهم قعدت جنب واحد راجل ابن حلال اسمة هيثم..مصور في جريدة الجمهورية...لقيتة بيقولي انت صحفية فين...قلتلة صحافة حرة ..ايوة يعني تبع انهي جرنال...الصراحة احرجت قوي...قلتلةبألاطة كده(قال يعني) على النت...قالي اهلا وسهلا..حسيت انه مفهمش...بس تخيلت انه فكر ان طالما قالت نت...تبقى اكيد واصلة...( اه لو عرف اني بتكب في الشارع).....الراجل ده كان ظريف جدا...ورغاي قوي..لقيتها فرصة طالما قعدين فاضيين..والمحكمة مش باينلها انعقاد...اننا نرغي شوية...سألتة عن سمير رجب ياللعجب...و قلت بس...هيشهد شاهد من اهلها...لقيت الراجل بيتحسر على ايام سمير رجب..وبيقول ده كان ادارجي ممتاز!!!!! بس مشكلتة انه كان دني شوية...بياخد الرشاوى كلها لنفسة...مش زي ايهاب نافع...الي كان يحب يمنجه الي معاه و ينوبهم برضة من الحب جانب...الراجل ده( المصور) انقذني من الطرد برة قاعة المحكمة...لما القاضي اعلن انها جلسة سرية...فأنا رحت واقفة عشان اطلع برة..قالي انت رايحة فين..مش انتي صحافة..قلتلة اه..قالي طب اقعدي...احنا بس الي نحضر...جه الأمين عشان يشوف الكارنيهات...( على اعتبار ان كل علامات البلاهة ظاهرة عليا) زي ما قال الشاعر...يكاد المريب ان يقول خذوني...فقالة دي متدربة معانا ....تنفست الصعداء و كملت رغي...استمر الامر على هذا الحال...لحد لما دخل القاضي...و دخل اسلاك القفص...

إسلاك ده بقى...عايز وقفة لوحدة...شاب..حديث السن..وعلى قدر كبير من الوسامة...لكن في عينية و تعبيرات وجهة كمية غير عادية من الصلف .. والعجرفة...بيتعامل مع الحدث كلة..وكإنها تجربة خارج الجسد...كان بيسلم على المحامين و ابتسامة عريضة على وشة...و جايب معاه جرنال يقراه عشان الباشا ما يزهقش...لما دخل القفص ... دخل معاه عساكر كتير عشان يوسعولة السكة...
وقائع الجلسة بقى..

الدفاع( عن اسلاك) قدم شريط اهبل كده يفيد انة من الممكن استبدال اي صوت على صورة موجودة بالفعل...عن طريق ازالة صوت اسلاك...و ووضع موسيقى هادئة على الخلفية...
المحكمة قبلت الشريط..والحقتة بمستندات الدفاع...ثم بدأت مرافعة النيابة

يا الله...كان هاين عليا اقوم ابوس ايد وكيل النيابة...و اقولة ربنا يحميك لشبابك...الفيدو موجود بمرافعة النيابة كاملة...بس الصورة مش حلوة قوي...سامحوني المرة دي...وائل عباس مصور احسن...اجمل حتة في المرافعة...لما وكيل النيابة...وجة كلامة للضابط بمنتهى العنف والحدة...وقالة اين انت من الشهيد المتناوي الذي مات فداء لعرض مواطنة...و انت الان في القفص لإنتهاكك عرض مواطن...كنت عايزة اسقف..بس خفت ليطلوعني برة ... مانا غشيمة بقى...كل شوية ابص لنوارة الاقيها بتسقف بهدوؤ بينها و بين نفسها...ووائل كمان كان عايز يسقف لوكيل النيابة...على المرافعة..بس اثر السلامة....

ثم بدأت مرافعة الدفاع...( للأسف حجمها عندي 107 ميجا...وانا فاشلة في اللعب في الفيديوز) فمعرفتش احملها على اليوتيوب...بس اول ما اظبطها..هحطها على طول...المحامي صال و جال... واتكلم بإيدة ..و جسمة..و عينة...و مشاعرة...كنت خايفة علية...و من احساسي بصدقة..حسيت اني هعيط...المفاجأة بقى...ان بعد انتهاء مرافعة النيابة...و قبل المحامي ما يترافع...لقينا واحد من القفص رافع ايده...وطالب انه يتكلم...بيقول انا اتعذبت يا حضرة القاضي...والله العظيم..دخلّة امين شرطة..وطلعة برة الجلسة...المهم بعد انتهاء مرافعة الأستاذ نصر امين..رفعت الجلسة...و عرفنا انها اتأجلت ليوم الخميس القادم لإستكمال المرافعات..ليه معرفش...

المهم الكل اندفع ناحية القفص يشوف ايه حكاية الراجل الي جوا ده...زنزانة قالتلي ان هي كانت قاعدة جنب ام واحدة مسجونة لفقولها قضية مخدرات عشان ابنها اتخانق مع ظابط...الست اسمها الحقيقي عطاو اسم الشهرة عفاف عبد المنعم ابراهيم...ابنها كريم كان واقف برة القفص و عمال يعيط...انا ملحقتش اسجل معاها...لإني كنت خايفة الميموري بتاعت الكاميرا تخلص ... و كنت فاكرة ان الجلسة هتستمر...بس نوارة مسجله معاها..الراجل بقى الي رفع ايده يشتكي للقاضي..اسمة حسني محى الدين محمد خليفة الدمرداش...محاسب على المعاش...و صاحب محل فاكهة حاليا...عندة حوالي ستين سنة...ساكن في شارع سليمان جوهر بالدقي...الراجل ده...اسلاك نبية و عمرو صلاح...عذبوه و ضربوه بالجزم على عمود الفقري و في انحاء متفرقة من جسمة...لدرجة ان اضراسة اتخلعت...( ان صحت روايتة) اول ما شاف اسلاك في القفص جنبة...جاتلة نوبة شجاعة جبارة..وقعد يصرخ...و يقول...ربنا جابهولي عشان اشوفة..ربنا جابهولي عشان اشفي غليلي....هو مكنش يعرف موضوع جلسة عماد الكبير...ولا كان متخيل ان الحيوان اسلاك ده هيدخل جنبة القفص...فبدأ يدلي بأحاديث لكل الناس...و قعد يصرخ فينا...ابوس ايديكو ما تسيبوناش...ابوس ايديكو الحقونا...حسيت بعجز رهيييييييييييب...طب وانا في ايدي ايه بس يا حاج....الأعجب والأغرب ان الست عطا الشهيرة بعفاف...كانت شاهدة على واقعة تعذيب الحاج حسني في القسم...و بردة جاية صدفة...النهاردة....
أنا خدت جرعة اكتئاب فظيعة النهاردة...وان كنت حسيت ان لسة في أمل...حسيت بأمل لما شفت زنزانة بتتحرك بمنتهى الخفة والنشاط بعكازها في وسط قاعة المحكمة...

اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا....

طولت عليكو...سامحوني

حبة صور بقى على ما اسم

محامي عماد الكبير الأستاذ نصر أمين

إسلاك أفندي جوا القفص

عم حسني الي كان مش مصدق نفسة...ان الظابط الي ضربة في القسم...واقف جنبة في القفص

وكلاء النيابة الشرفاء...مشاريع قضاة المستقبل

عماد الكبير...مع المحامي الشاب..الي جابة عشان يفرحة ان حد جاي مخصوص عشانة