حتى لا يقتلني الهم

إحباط و غم شديدين يجتاحونني منذ الأمس, حالة من الكرب اذهبت عن عيني الكرى..و حرمتني لذه النوم.
أعترف اليوم انني حديثة العهد بعالم الحرية , و اعترف اكثر ان ما عرفته في الأيام القليلة الماضية فاق سنى عمري جميعها, بل اعترف اني اشعر الان بإحساس القروي الساذج القادم من قريته الى مدينة كبر ليرى لأول مرة أضاؤءها المبهرة فيصاب بفزع و ذعر و غربة بلا حدود, وحنين جارف الى ارضة و طينه و بقرته و قريته بسذاجتها و جهلها و ضيق رزقها. و لإنني اشعر الان اني على وشك المساومة على ديني و ما تربيت عليه من اخلاق أحببت-ان اقف مع نفسي اولا, كي اعرف الى اين اسير, و كيف اتجه, حتى لا اجد نفسي قد اصبحت بوقا من الأبواق يردد ما لا يفهم او يقول, او حتى لا تغلبني نفسي و ابتعد عن طريق الحق للحق, الى طريق الحق للشهرة او للدنيا سواء بعلم او بجهل.
منذ الأمس وتنهال علي دفعة من المعلومات التي اظنها توشك على قتلي غما و كمدا, قابلت احد المدونين صدفة و تحادثنا قليلا, و توسمت فيه الخير, بل دعوته مباشرة للإنضمام للحركة الوليدة, عله يضيف اليها الكثير, و تحادثت واسهبت عن مكاسب المجتمع والناس, من وجود تجمع قوي للشباب كحركة ابناء مصر, و بعد هذا اللقاء الصاخب, اطلعت لاحقا على ما يفيد ان هذا الزميل, عندما اتيحت له فرصة ان يعمل في مجال, تابع لقوى معارضة,كان اول من سرقة بأخذ جهاز اللاب توب الخاص بالجهة المعارضة ثم الإستقالة.!!!!!!!!!! والأعجب, اني اكتشفت ايضا, ان هذا النهج ما هو الا نهج عام, سبقة فيه ثلاث اخرون من كبار و مشاهير المدونين!!!!!!! اصبت بكمد شديد و غم ما بعده غم. هل هذه هي المعارضة المأمولة؟؟ هل هذؤلاء هم شباب الغد الطامحين الى انهاء حالة الفساد في البلد؟؟ عند اتاحة اول فرصة للسرقة, كانوا اول من يسرق, وعند وجود بارقة استغلال, أصبحوا الاوائل في طابور الوساطة والمحسوبية.
اذا صراعنا مع الوطني ما هو الا صراع الرافض ان يكون في نهاية الصف. نريد اذا ان نكون نحن من يسرق لا هم من يملك مفاتيح الجنه و نوزعها كيفما و على من نريد لا هم!!!
أي معارضة تلك التي اسعى لضمها و الوقوف بين صفوفها..؟؟!!!! معارضة لا يعرف افرادها الحلال والحرام, بل لا يتورعون عن اكل الحرام كلما سنح.
هالني اكثر ما علمته من بلطجة ابراهيم عيسى في جريدة الدستور. المقال عند مراقب مصري لمن يرغب في متابعته, هل هؤلاء هم صفوة المجتمع الداعين البسطاء من الناس لتصديقهم والوقوف خلفهم..الا لعنه الله على الفاسدين.
أما اكثر ما هالني بشده في عالم التدوني والمدونات فهو حالة الحرية العشوائية المتاحة..اعترف امامكم الان اني اجد صراعا مريرا مع نفسي في قبول الاخر. بل اني لأول مرة في تاريخي اجد اني في حالة من التخبط الشديد ما بين ما تربيت عليه من مبادئ احترام الفرد و ما وجدت نفسي انزلق اليه رويدا رويدا من احترام من كانوا في نظري سابقا لا يستحقون الا نظرات الإزدراء!!!
لا استطيع ان احترم شارب خمر او شارب سجائر او شارب مخدرات, حتى وان سجن من اجل الحرية والعدالة والديموقراطية. لا استطيع ان ابتلع ان شخصا بالغا مدركا لعواقب الأمور يختار غياب عقلة بإرادته الحرة, ثم يطالب الجماهير الغفيرة ان تسير خلفة طواعية!!!!
لا استطيع ان اهضم ان الحرية تستدعي ان نتحرر من روابط الأخلاق والقيم ( لا اقول الدين) فبدلا من ان نرتفع بمستوى العامة والبسطاء من ابناء الوطن ننزل لمستواهم بل و نباريهم في دنوهم, فنستخدم الفاظهم و مصطلحاتهم الهجومية الهمجية الفجة. كي نعبر عن معارضة الأخر مثلا. سامحوني لكني غير قادرة على هضم ان القتيات من ابناء وطني, يرون ان الحرية هي حرية السب والإيحاءات الجنسية الخليعة, بدعوى انه لا يوجد رقابة!!!
حتى لا تصبح ليبراليتي مثارا للغط..اوضح, انا لست ضد وجود ورؤية هؤلاء الشباب, فليكونوا على الساحة العنكبوتيه كما يشاؤون, لكن لا يدعوا قيادة الجماهير و صناعة الغد.
اي غد مأمول من شباب اهلك صدورهم السجائر والمخدرات, و هلكت صحتهم على خمرهم ونساءهم..لكأننا في الجاهلية الأولى!!!!
اللهم اني اتبرأ اليك من كل معصية تبعدني عن سبيلك.
لا سبيل الى اصلاح هذه الأمة الا بمجاهدة النفس. اللهم اني اعلن امام الأرض اني ارغب في الأجر والثواب من عندك و عندك فقط. لا يهمني شهرة ولا ابغي علوا في الأرض. ان لم يكن بك سخط علي فلا ابالي ولكن عافيتك هي اوسع لي. اللهم ارزقني الي ما فيه الخير والعافية في الدنيا والأخرة. اللهم ثبت خطاي على جادة الحق والصواب, وابعد عني رجز الشيطان وشركة. اللهم اني اعوذ بك من عمل قصدت به وجهك فخالطني فيه غيرك. اللهم قنا شر الفتن ما ظهر منها و ما بطن..ولله القصد من قبل و من بعد.